الاثنين، 12 مارس 2012

يوميــــات مصـــرية





 

الاحد, 13 مارس, 2011 

مقدمـــــة
أصدقائى الإعزاء
لم أكن متخيلا أن أكتب كلمة واحدة من واقع نفسية عانت عنفوان التقلب اللحظى مابين الأسى والخوف والتمنى ، حينما تتصور أن جزءا عميقا وعزيزا بداخلك يتحرك إلى المجهول ، تجد نفسك فى حيرة وترقب وقلق ، وحينما يكون القلق عنوانا لكل شيئ يحيط بك ، تفقد أبسط سمات الاتزان النفسى والشعورى ، وحينما يختلج بداخلك كل ماهو متناقض وغريب فى تتابعات سريعة كانت بالأمس مستحيلة ، تحاول جاهدا أن تتسم بالشجاعة وتصدق حقيقة كانت حلما بعيدا ، وحينما تجد أن كل ذلك يضع اسم مصر أمامك ، تجد وكأن قلبك ينخلع من بين جنبيك وتشتد نبضاته فى صراعات تتداخل وتتراقص على أوتار وجدانية عالية المنشأ .. عميقة الأغوار ، رومانسية من نوع غريب تعلقك بالأشياء .. تحاصرك أينما كنت وأينما اتجهت ، وحينما يضييق بابها ولايتسع ، أعلم أن المدينة تئن وتحاصرك وتعتصرك لأنها تحجرت فى عيون الآخرين ، هنا يخفق القلب وتشتد نوازعه ، وتخرج صيحات التحدى التى أوقفتنى أصواتها الهادرة وأنا أتابعها وهى تلتف لمن حولها ثم فى تتابع تعاود الهدير باهتزاز المويجات المتتاليات ، كى تنبئ عن رياح تغيير قادمة ، لاأدرى .. من أين هى ؟! ، ربما من الأعماق ، أو من الإصرار والتحدى فى العيون .. إنها نسمات الحرية التى بدأت تهب من جديد .. ومن سالف الدهر جاءت لتعيد مجد تليد ، لمصرصاحبة الحضارة والتاريخ .
حاولت ومنذ بداية أن أكتب عن مصر المحنة .. مصر التغيير .. مصر الثورة .. مصر الحرة ، لكن الأحداث كانت دائما هى الأسرع ، كلما فرغت من كتابة بعض السطور ، تأتى الأحداث محملة بمعانى جديدة وبأحداث تسير فى اتجاه أخر ، فأعيد الكتابة مرة أخرى ، وهكذا فعلت فى الأيام التاليات بدءا من تداعيات ثورة يناير وحتى الأن ، ولتسمحوا لى أن أنشر ماكتبته على أجزاء خوفا من الإطالة .
مع كل التمنيات لبلدنا الحبيبة .. بلد النيل والمجد والأهرام .. بلد الوحدة وحرية العقيدة والاعتدال .. بلد الحضارة والإنسانية وصانعة الرجال، أن تنعم بمزيد من الحرية والديمقراطية والاستقرار.
مع خالص تحياتى وتمنياتى،،،عصام
                                                                                          القاهرة فى مارس 2011


يوميــــات مصريـــــة




الاحد 13 مارس, 2011
(1)

مصر .. إلى أين؟
فى هذه اللحظات أكتب ليس ردا على سؤال ربما فرض نفسه فرضا وأصابنى بالحيرة طوال الفترة  العصيبة الفائتة التى مرت بها البلاد والتى مازالنا نعيش توابعها الوخيمة ، إلى أين نحن ذاهبون ؟ ولكن أردت أن تخرج الكلمات منى بعفوية ليست تحت أى إطار سوى حبى لبلدى وهول الأحداث من التحول الغريب المفاجئ فى قلب مدينة فى حجم وقيمة مدينة القاهرة .. المدينة الهادئة .. الراقية .. المتحضرة التى طالما  اختلطت فيها أزمان بعيدة ، مزج من تباين يتأرجح مابين القوة والوهن .. الإيجابية والسلب ، الأن وفى لحظة  واحدة هاجمها الطوفان من جديد بعد رقاد مزمن طويل .. هدير متزامن بموسيقى صاخبة ليس فيها مايميزها  سوى الايقاع الراقص المائل إلى العنف يحرك فيك الاحساس بالقلق المشوب بالترقب وعدم الراحة، ومع  توالى الأيام وانقضاء الليالى العصيبة لم يعد يساورنى شك فى أن هذه الايقاعات الجارفة المتحركة فى هذا العنف لقادرة على أن تقتلع كل ماهو ثابت ويقين ، وتنسف معها تاريخ ومقدرات فترة تمنيت أن يسقطها  التاريخ من حساباته ، لأنها فترة ليس فيها مايميزها ، تخلفت فيها مصر عن ركب الحضارة وضاعت فيها كل مظاهر الديمقراطية والدولة المدنية الحديثة وحتى أكون منصفا أنها لاتتجاوز بعد العشر السنوات الماضية من فترة طالت ثلاثين عاما من عمر مصر، وتحديدا منذ ابتداع أباطرة الحزب الوطنى لما اصطلحوا عليه بالفكر  الجديد ، والذى اقترن ببداية ظهور نجل الرئيس على مسرح الاحداث السياسية وطرح فكرة التوريث التى  طالما غض الرئيس الطرف عنها ولم ينفها بل تركها فريسة للشائعات لعل وعسى تصبح يوما حقيقة ، وجاء بالتزامن بزوغ نخبة رجال الأعمال وما استتبعه من تسلط المال واستتباب الفكر الديكتاتورى فعم الفساد واستفحل وانتشر الفقر المدقع وضاعت المقدرات وتفلتت كل مظاهر الديمقراطية الحقيقية بشكل  لايبعث عن الراحة. من هنا فقط جاءت فكرة كتابة هذه السطور مصاحبة لانطلاقات الصيحات الهادرة التى كانت فى  البداية منظمة ومعبرة عن تطلعات فئة من أغلى ابنائها ، هم حملة مستقبل مصر وأمالها .. شبابها  الواعد المثقف الذى يعرف قيمة وحضارة بلده ، فئة كانت ولازالت لاتكف عن صرخاتها الثاقبة .. حبيسة  الصدور .. المكبوتة .. معلنة فى تظاهرية راقية بأنه لم تعد هناك قوة قادرة على إيقافنا، وأن الوقت قد حان لرياح التغيير، وأن الشرارة التى فجرت الوضع المصرى كانت دون وصاية حزبية أو أى إطار تنظيمى ..  إنه شباب مصر الحر الواعد. إزاء ذلك الأمر وجدت أنه ليس من السهل أن أعبر وبعمق عما يدور داخلى من اختلجات فى وجود أحداث سريعة ومتتالية كسرت جمود هذه الفترة الطويلة من عمر مصر فى لحظة، أو ربما وجدت صعوبة فى التعبير عن أزمة أضرمت بعنف وأوجدت فجوة أحدثتها التداعيات الخطيرة الأخيرة هى  من ساعدت بل وعمقت شرخا فى الموقف المصرى برمته كان موجودا ومكبوتا فى الصدور، وأختلفت  حولها آراء ورؤى المحللين كما تابعتهم عن كثب سواء من المختصين فى الفكر السياسى الاستراتيجى  أو غيرهم من أطياف شتى : أصحاب الرأى والإعتدال أو أصحاب الثقات أوآليات منظمات المجتمع المدنى أوالإعلام أوالمتخصصين فى الفقه الدستورى والقانونى أوغيرهم من غير المتخصصين وهم كثيرون يمثلون بقية طوائف الشعب ، الكل راح يتبارى فى عرض وجهة نظره ، اتفقوا أو اختلفوا لكن الجميع اجمعوا على أن هذه النخبة اعتمدت على تجميد السياسة وفصلها عن واقع الشارع المصرى مستمدة قوتها من إخضاع  مؤسسات الدولة لخدمة مصالحهم ونزواتهم فقط فى ظل استخدام مفرط لقانون الطوارئ، وخاصة المؤسسة الأمنية  التى استبدلت حفظ أمن الدولة وحماية مواطنيها بتنفيذ أجندة سياسية محددة هدفها حماية النظام الحاكم وتطلعاته استخدمت فيها كل أساليب البطش والترويع، مما ساهم فى فساد مجريات الواقع السياسى بدءاً من الانتخابات التى تجرى على كافة المستويات وانتهاء بالتغلغل العميق داخل كافة هذه المؤسسات  وتقويض دور الأحزاب السياسية والجماعات بأساليب القهر والاستبداد والتعامل معها بتعال بهدف سلب إرادتها  وشل حركتها ، كل ذلك فى حصانة الدستور الذى تعرض لانتهاكات متتالية فرغت مضمونه وطال العوار  مواده فى ظل الاحتكام لحزب واحد يحكم قبضته رجال أعمال تفرغوا لتنمية مكاسبهم وصرعاتهم وارتكاب جرائمهم  على حساب الطبقات الفقيرة التى كانت تنتهك ليل نهار تحت سمع وبصر ممثلى الشعب المغيبين فسلبت الحقوق  وانتشر  الفساد وساد الاحتكارالسوق الذى تملكته المحسوبيات منهم دون محاسبة و خارج إطار سيادة القانون، بل أصبحوا هم من يشرعون القوانين وفقا لتنفيذ  سياستهم ورغباتهم  بما يقوى  به سلطانهم ولامانع من تغيير  القوانين إذا ماوقفت حائلة دون تنفيذ مايريدون حسبما تقتضى به قواعد اللعبة السياسية ، فباتت القوانين  الصادرة مهللة لاتعبر عن نبض الشارع وتنتقص الكثير من حقوق الجماهير.


الاثنين, 21 مارس, 2011
(2)
مصر على حافة الهاوية
وصل هذا الجمود بالاستبداد والقهر ذروته وتكشف فى النهاية وبوضوح بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التى لعب فيها الحزب الوطنى الممثل فى رموزه دورا خطيرا حيث شابه الكثير من اجراءاتها التلاعب بدءا من الترشيح و مرورا بكشوف الناخبين وإرادتهم وانتهاء بالتزوير المخزى، فعرفت أدنى مستويات المشاركة وشكلت منعطفا خطيرا فى الحياة السياسية المصرية التى اتسمت بالعوار والجور، فضلا عن إهدار مبدأ تكافو الفرص حينما فرض على هذا المجلس فيما عرف بكوتة المرأة وهو مايمثل انتهاكا صريحا للمبدأ الدستورى الذى يقر بأن المواطنين لدى القانون سواء وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة لاتمييز فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة ، متجاهلا ثقافة وإرادة المصريين التى غالبا ماترفض عمل المرأة فى المجال السياسى. كما كان يوجد فى مقابل هذا الجمود وجود إحباطشعبى شديد سيطر على مجريات الحياة فى مصر خلال السنوات العشر الأخيرة ، وصل قمته الأن باحتقان سياسى اجتماعى عام شاع فيه الفساد واستشرت مظاهره فى كافة مجريات الحياة فى مصر تقريبا، لدرجة أن الحزب الحاكم نفسه كان يعانى الطبقية فى مستوياته داخل الحزب ، حيث مورست فيه ديكتاتورية التسلط والاستبداد وسلوكيات الترفع والاستعلاء بين أعضائه لدرجة الاستفزاز ، كل ذلك ضاعت معه كل القيم المجتمعية وأهمها هو فقدان روح الانتماء عند هؤلاء الشباب التى تم اختزالها فى قوميات كرة القدم فقط ، وخلف ركودا قابله بالتوازى حراك غير مسبوق من خلال تكوين مجموعات من الشباب على مواقع الانترنت واهمها موقع الفيس بوك ، تبادلت فيه الآراء التى نادت بالتغيير بدءا من حركة كفاية ، وامتدادا بحركة6إبريل ثم مجموعة خالد سعيد ، انصهرت جميعها فى بوتقة واحدة ضمت كل هذه الأطياف وأسموا أنفسهم بشباب من أجل التغيير هم من قاموا بثورة 25 يناير، التى لم يتنبه لها النظام الحاكم بل وسفه من وجودها، والحقيقة أن الشكل العام ماكان يعطى أية مقدمات غيراستحالة تغيير هذا النظام، الأمر الذى من شأنه جاءت هذه المعطيات من تلك التراكمات السياسية التى أصبح الكل فى مصر يعرفها ، هى من ضاعفت من حدة الاحتقان العام شملت أيضا تراكمات اقتصادية واجتماعيه مزمنة فى صورة لم تعهده مصر عبر تاريخها الطويل .





يوميات مصرية





الاثنين, 28 مارس, 2011





(3)
مصر ومفترق الطرق
لقد كسرت هذه التظاهرية التى اتسمت بالعفوية التشكيك فى عدم إمكانية معارضة النظام رغم ماكان  يتمتع به رجاله من قوة ونفوذ واستحواذ على كافة المناصب الرفيعة فى الدولة ، وبالتالى أدى ذلك إلى التحرر والفكاك من فكرة تطبيع الشعب على الإذعان للوعود التى طالما كانت تنادى بالانحياز لمحدودى الدخل ، والرضوخ  لقيم معينة توارثتها الأجيال مثل الخوف والطاعة والخضوع التام للسلطة لاسيما الأجهزة الأمنية، والتيقن  بعدم جدوى معارضتها ، والحق يقال أن يوم 25 من يناير عام 2011 هو يوم فاصل فى تاريخ الأمة ، جاء كشرارة لأيام الغضب العارمة، جاء بانطلاقة كبرى فى تعديل قيم ومبادئ المجتمع تعلو فيه قيمة احترام  الفرد واحترام حريته فى التعبير عن الرأى وبالضرورة احترام كافة الآراء الأخرى والوصول إلى إنفراجة الاحتباس التى  عانت منه مصر سنوات طوال، لم يتنبه النظام فى البداية لتباشير الثورة التى تمثلت فى محاولات  حرق البعض لأنفسهم بعد أن ضاقت بهم الدنيا فهانت عليهم حياتهم فى سبيل التعبير عن مشاعرهم ضد الظلم والقهر النفسى والاجتماعى .. لم يتنبه للتغيير الذى جاء فى البداية قطرة قطرة ، حتى جاء الطوفان قويا ومروعا فجأة من رد فعل الشباب فتنبه وانصاع  لاجراء أكثر مماكان يطمح فيه هؤلاء الشباب حيث  تم إقالة الحكومة وتعيين نائب لرئيس الجمهورية وتشكيل حكومة أخرى تكون قادرة على اجتياز الأزمة خلت  تقريبا من زمرة رجال الأعمال المفسدين الذين أتوا على الأخضر واليابس من مقدرات هذا الوطن، إلا أنه أمام تحرك الشارع المصرى بشكل عام وجد النظام نفسه أنه غير قادر على ملاحقة الأحداث التى جرت سريعة، فلم يعد بالإمكان الوقوف فى وجه رغبة المصريين العميقة في التغيير، الأمر الذى أدى لدفع حركيته بضراوة وضاعف ضغوطه بتوسيع سقف المطالب فى تصميم بالغ يطالب بمناداة الرئيس مبارك بالرحيل وأن المطالب  لم تعد ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية وسياسية فحسب وإنما أخذت منعطفا خطيرا من التصعيد لم تتوقف  خطورته على تدخل الدول الغربية فى شئوننا فقط ، وإنما  كانت فكرة التخلص من النظام برمته به مجازفة غير  مأمونة قد يترتب عليها نشوء إشكاليات كثيرة قد تفجر الأزمة وتدخلها فى نفق مظلم بوضع البلاد فى  فراغ سياسى ودستورى ، ولكن ظلت فكرة التحرر من النظام أملا كامنا خيم على الأجواء المتطلعة والوجوه المشرئبة لانطلاقة كبرى نحو ديمقراطية حقيقية تأخذنا لآفاق رحبة من الحرية تعلن عن بداية عهد جديد  فى حياة الأمة ، صحيح قد يكون مرجعية دفع حركية الشارع فى هذا التشدد له منطقه وأن المطالبة بالتغيير الجذرى للنظام واختيارالعصيان طريقا للتغيير موعوذ لتراكمات كثيرة ، لكن تبقى التساؤلات الكثيرة حول وضعية الموقف الخطير الذى وصلت إليه مصر قائمة رغم أنها محفوفة بآمال أمة أرادت فخرجت عن بكرة أبيها بإيمان  لم يتزعزع استشهد بسببها الكثير من شبابها إلا أنها فضلت عدم الرجوع فى تصميم بالغ رغم  ارتفاع التصعيد الخطير يوما بعد يوم خلال الثمانية العشر يوما وجعله أكثر تعقيداً ،  هل بالفعل غياب حرية التعبير عن  الرأى وانعدام الحقوق السياسية واستئثار الحزب الحاكم بها يعد سببا لخروج المصريين الى الشارع بهذا الشكل غير المعهود وليس الشباب وحدهم ؟  وهل ثبت بالفعل الزعم بوجود قوى خارجية اندست بين الشباب  سواء كانت بنفسها أو عن طريق خونة وعملاء ونشطاء ومواليين لأجندات أجنبية هى من كانت تطل برأسها بين  الحين والأخر وتظهر بعضا من نواياها خلال أيام الأزمة ؟ وهل القوى المناهضة التى وجدت ضالتها فى هذه التظاهرية تستطيع أن تقدم ورقة عمل تنهض بالأمة وهى التى فشلت مرارا وتكرارا فى عملية إثبات  الوجود لضعفها وافتقارها لبرامج إصلاح حقيقية ؟ ومن المسئول عن الممارسات التخريبية للممتلكات  العامة والخاصة التى تضمنت نوعا من الاستباحة للمؤسسات والمنازل والمتاجر والتى تفاقمت فى غياب المنظومة  الأمنية وما استتبعه من انفلات منظم وغير مبرر ، وخاصة  هدم السجون وتسريح السجناء بالقوة الذى قابله  وفى نفس الوقت انسحاب موقوت لكل أفراد الشرطة ؟  هل السجناء أم رجال الشرطة أنفسهم أم من؟! ومن المسئول  عن ظهور المؤسسة الإعلامية بهذا الشكل المخزى والمتدنى فى تغطية الأحداث التى جافت الحقيقة فى  كل شيئ وهل كان الغرض منها تضليل المصريين فقط أم المصريين و المتابعين للأحداث على مستوى العالم ؟  رغم كل التفسيرات إلا أنه حتى هذه اللحظة لاأحد يدرى ، ولا لمصلحة من !! تساؤلات تبحث عن إجابة فرضت  نفسها بقوة مع سرعة هذه التداعيات التى استشرت فى فترة زمنية بسيطة كانت كفيلة لشيوع الفوضى ،  الأمر الذى دعى النظام لفتح مجال لإجراء حوار عالى المستوي بين الدولة والقوى الشعبية والسياسية المناهضة  مع تمثيل ائتلافى لبعض شباب 25 يناير الموجودين بميدان التحرير ، بهدف الوصول إلى صيغة تقريبية  يتم من خلالها تحديد المطالب والأولويات التى طالبوا بها والاتفاق على كيفية تحقيقها وخاصة فيما  يتعلق بالإصلاحات السياسية وأن الدولة ستسعي للتجاوب مع عدد من المطالب المطروحة في إطار من الشرعية الدستورية ، ولكن ماهية طبيعة هذه المطالب؟ إن الأفكار اتسعت وضاقت حول نوعيتها ومدى إمكانية  تحقيقها فى فترات زمنية محددة، ولم يتم التوصل لشيئ ، وهذا طبيعى لأن الفجوة كانت متسعة ،  مابين مطالب مشروعة تدعو لإحداث نقلة نوعية فى تغيير شكل ونمط الحياة فى مصر تتحلى بالديمقراطية  السليمة، وتجاوب نسبى من نظام يحتكم لشرعية دستورية مواده منهكة ومنتهكة فى ظاهرها الرحمة وفى بطانها العذاب ، نظام دكتاتورى مغلف بشريحة من ديمقراطية شكلية ، وهذا ماجعل الحوار يصل إلى طرق مسدودة.
يوميات مصرية





الخميس, 14 ابريل, 2011





(4)
           وماذا بعـــــــــــــــــــد                
إن الأفكار اتسعت وضاقت حول نوعيتها ومدى إمكانية تحقيقها فى فترات زمنية محددة، ولم يتم التوصل لشيئ ، وهذا طبيعى لأن الفجوة كانت متسعة ، مابين مطالب مشروعة تدعو لإحداث نقلة نوعية  فى تغيير شكل ونمط الحياة فى مصر تتحلى بالديمقراطية السليمة، وتجاوب نسبى من نظام يحتكم لشرعية  دستورية مواده منهكة ومنتهكة فى ظاهرها الرحمة وفى بطانها العذاب ، نظام دكتاتورى مغلف بشريحة من ديمقراطية شكلية ، وهذا ماجعل الحوار يصل إلى طرق مسدودة .
وأعتقد أن السبب فى ذلك يرجع إلى فقدان الثقة مابين الطرفين والسبب واضح هو حالة التردى  التى وصلت إليه مصر وخاصة البعد الاقتصادى الذى عانت منه مصر مؤخرا نتيجة ارتفاع معدلات التضخم التى  أثرت فى تدنى الأجور وارتفاع الأسعار، وتفشي البطالة والقفزات الكبيرة للسوق العقارية وبعدها بكثيرعن  متوسطات الدخول وإصدار تشريعات الجباية وانتشار الفساد فى كل شيئ تقريبا لدرجة فقدان أمل الملايين  من الشباب فى الحصول على مسكن ووظيفة تأمن حياته ومستقبله الذى اتسم بالضبابية، كما يوضع فى  الحسبان انتهازية الأحزاب التى فرغت الدولة مضمونها فتفرغ أعضاؤها للتنازع بين بعضهم البعض تارة  ومهاجمة النظام دون تقديم البديل المناسب تارة أخرى حتى باتت المعارضة للمعارضة فقط وليست للصالح  العام فانتفى دورها وأصبحت غير قادرة على الاضطلاع به ، فوجدت ضالتها فى هذه الفرصة لإظهار دور وطنى على حساب هؤلاء الشباب ، كما ظهرت أطياف سياسية أخرى مختلفة بعضها مدفوعة بأجندات خارجية افصحت دولها عن مكنوناتها ونواياها، من هنا تسبب فقدان المصداقية لانقسام قوى الشعب إلى فريقين  مابين مؤيد استجاب لوسطية الحلول وقبول الحوار والتفاوض، ومناهض لهذا النظام وربط الحوار والتفاوض برحيل الرئيس، والنتيجة للأسف الشديد جاءت باشتباكات بين مصريين تعاركوا وحولوا ميدان  التحرير قِبلة للاحتجاج وساحة معركة بين مؤيدي ومعارضى النظام استخدمت فيها الأسلحة البيضاء والسنج  وقنابل المولوتوف والتراشق بالطوب فى مشهد غير حضارى لم يخطر على بال بشر، فى وجود إعلام مضلل  انحاز لتبعية النظام ، والأدهى من ذلك كله أن هذه الأسباب أصلت فكرة التخوين، الكل كان يخون بعضه  ويرى الأخر المناهض لرأيه أنه خائن للبلد ، كل هذا جعل أكثر المتفائلين يسألون : إلى أين نحن ذاهبون ؟ وإلى  أين يتجه الوضع الحالي بمصر بعد انطلاق أيام الغضب؟! فى هذه الأجواء الصعبة طرحت سيناريوهات كثيرة فرضها هذا الانقسام هل من الأفضل أن ننتظر ماتبقى للرئيس من فترة ولايته فى متابعة تنفيذ هذه المكتسبات  التى جاءت فى توقيت دقيق للغاية كى ترى النور وتتحقق وبها يتم انتقال آمن وسليم للسلطة فى ظل إصلاح دستورى متوافق ومتوائم إلى حد ما مع الواقع ، وخاصة أن مصر دولة تحترم مؤسساتها ، العدل فيها أساس الحكم ،  أم نرتكن للسيناريوهات الأخرى التى توجب رحيل الرئيس الفورى وتشكيل حكومة ائتلاف وطنية  تدير أمور البلاد لحين وضع دستور جديد لها وإعادة هيكلة هذه المؤسسات وخاصة التشريعية منها، وهذا يصعب تحقيقه  لانه سيوجد فراغا دستوريا ويشيع الفوضى ويضرم الصراعات على تولى السلطة فى البلاد ، أم سيكون  مرضيا قبول الهيمنة العسكرية والعودة مرة أخرى لدكتاتورية الحكم العسكرى ، أوترك الساحة للفاشية الدينية لتفرض المخطط الإيرانى على نظام الدولة الإسلامية الموحدة. وحتى على افتراض قبول أحد هذه الفروض، هل  تعطيل الدستور وحل المؤسسات التشريعية أمر بهذه السهولة؟! كان التكهن صعبا نظرا لدقة المرحلة المقبلة ، مرحلة مفترق الطرق ، وكان من الصعب أيضا العودة إلى الوراء وانتظار الفترة المتبقية لحكم الرئيس وهى  فترة رغم انها بسيطة لاتتعدى الستة الأشهر ولكنها كفيلة بتمكين النظام من لم شمله والنهوض من جديد  بأكثر دكتاتورية وقوة من ذى قبل ، وهنا  سوف تضيع مكاسب الثورة وتنزلق مصر الى فوضى عارمة وتتحول لدولة  مريضة ونكون قد حفرنا قبورنا بأيدينا، فضلا عن هذا تحفز إسرائيل الواضح من حشد قواتها على حدود  سيناء منتظرة عن كثب أى مبرر يدعوها لاسترداد سيناء مرة أخرى، وأمريكا التى تبدو وكأن سياساتها موقوفة على  مصر فراحت تتدخل بشكل سافر فى شئوننا لفرض وصايتها على الشعب المصرى الذى يجب أن يتنبه لهذه المخططات وليست وثائق ويكيليكس ببعيد .






يوميات مصرية

الجمعة, 29ابريل, 2011 




(5)
الثورة بين الجدية والإنفلات
ظلت كل المعطيات تشير إلى أن العصيان المدني كخيار كان هو المسيطر على الأجواء خوفا من ضياع المكتسبات التى تحققت منذ بداية أيام الغضب الأخيرة ، وتنسف معها مطالب التغيير السياسي العميق الذى سيذهب سدى، وستنعدم الرؤية الاقتصادية ، وتضيع معها هيبة الدولة كلها ولم نرق إلى ما نتوق إليه من حياة ديمقراطية سليمة فى ظل حكم نزيه، يرفض الفساد والاحتكار والمحسوبية، وينحاز الى مصالح الشعب، بل قبل كل هذا وذاك سنسأل أمام الله على مااقترفناه فى حق بلدنا ، والتاريخ لايرحم ، كل هذه العوامل ساعدت على اضرام نار الثورة فازدادت اشتعالا وعمت كل انحاء الجمهورية حتى حانت لحظة الخيار الصعبة ، ولم يجد الرئيس مبارك أمامه سوى الإستجابة لرأى الشعب وتنحى عن السلطة واسندها للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لتضج مصر بالفرحة العارمة معلنة نجاح الثورة وكان أول مردود هو التغير الشامل والسريع في الإعلام المصري الذى كان يهاجمالثورة منذ البداية ودأب على مدى أيام عدة اتهام المشاركين فى التظاهرات بإحداث الشغب والفوضى والخيانة والعمالة والتخريب، نراه ــللأسف الشديد ــ يتحول وفجأة إلى تبنى مطالبهم والإشادة بما قاموا به، والأمر لايختلف كثيرا فى تقدير القنوات الفضائية ــ رغم تحفظنا على آدائها أيام الأزمة ــ فقد كانت هناك أيضا مبالغة فى اتهاماته لها من عدم الدقة فى استيقاء المعلومات، واختلاق الاكاذيب بتغطية غير دقيقة وغير معبرة عما يجرى فى الشارع المصرى من أحداث، مما أوجد حالة من البلبلة وفقدان الثقة واختلاق جدالية الحوار المفضى لافتراءات وأكاذيب.ومن هنا كانت البداية المضطربة، نجاح ثورة واختلاف رؤى وتعدد مناهج .. مستقبل يكتنفه الغموض لثورة تفتقد وإلى حد كبير لرؤية منهجية صالحة لما هو آت .. تفتقد لدراسة جدوى لمطالب مستحقه كثيرة واجبة التحقيق فى فترة زمنية قصيرة، مع غياب آليه تنفيذ حقيقية ، وفى وجود أحزاب وجماعات مهلهلة ومشتتة الفكر والاتجاهات وغير قادرة على ترجمة طموحات وآمال الشعب، إذن المستقبل مجهول لايعلمه إلا الله ، لقد بدا القلق والترقب عنوانا لهذه المرحلة رغم تعدد مظاهر الفرح بالانتصار ، ورغم توالى البيانات الصادرة عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة التى كانت تبث نوعا من الطمأنينة فى إشارة واضحة بوضع مصر على أعتاب دولة مدنية ديمقراطية حقيقية ، ورغم ثقتنا البالغة التى لاحدود لها فى قادة القوات المسلحة وهم رجال شرفاء على مستوى راق فى تحمل المسئولية وإدارة الأزمات، إلا أنه مازالت هناك صعوبات قد تقف حائلة دون تحقيق ذلك الأمر على النحو الذى تريده الجماهير نظرا لطبيعة الأزمة وتداعياتها ، فالأمر حقيقة بالغ الدقة ، و يدعو لشيوع حالة من القلق على مستقبل مصر ومدى تجاوزهالهذه الأزمة التى كانت تأخذ كل يوم شكلا جديدا، وخاصة أن مشكلة هذه الثورة أنها جاءت بلا قيادات تستطيع إدارة أمورها ، وإلا لطالبت فور تنحى الرئيس عن السلطة بتولى حكم البلاد خلال فترة انتقالية بضمان وحماية القوات المسلحة فقط دون أن تتدخل فى الحكم أو ترتب إعداد آمن لانتقال السلطة بتوجهات حاكمة, وهو أمر لم يحدث ولم يكن صوابا فالقوات المسلحة تحمي ولا تقود ومعظم التجارب السابقة أثبتت فشل القوات المسلحة فى إدارة البلاد، فضلا عن ذلك أنه مازالت الفلول والذيول من أنصار النظام السابق موجودة وقائمة فى مراكز الحكم الحساسة فى الدولة وخاصة جهاز أمن الدولة الذى مازال يشكل علامة استفهام كبيرة وأيضا المؤسسات السيادية والصحفية والمصرفية والهيئات الاقتصادية وأجهزة الدولة الإدارية والخدمية والشركات التابعة لقطاع الأعمال العام وأن إنهاء حكم الرئيس مبارك لا يعنى القضاء على تواجدهم، ويؤكد هذا عدم خضوع البعض من هذه الرموز الفاسدة ــ وهى للأسف رءوس كبيرة ــ للتحفظ والتحقيق معها، ونسمع كل يوم عن حرق أو فرم مستندات وملفات ووثائق مهمة موجودة فى بعض مؤسسات الدولة التى لازالت تحت قبضة هؤلاء بهدف طمس الحقائق وضياع الدلائل التى تدينهم ، ولكن الشعب كان يقظا ويعلم أن فلول النظام القديم هم محركوها ومدبروها وهم من يقفون وراء كل محاولة لإحياء العصبيات وإشعال الفتن الطائفية من جديد ، فقد ثبت تورطهم فى حادثة كنيسة القديسين بالاسكندرية قبل الثورة وحادثة كنيسة الشهيدين بأطفيح الأن وفى توقيت صعب للغاية استهدفت إثارة مجموعة من السلفيين المسلمين للرد على المسيحيين فى وقعة مختلقة أو أيا كان سببها ، فالهدف كان واضحا هو إطلاق يد البلطجة وتحريض مجموعات ضد مجموعات وفئات ضد أخرى بغرض تشتيت وتفريق الناس إلى فصائل وإرهابهم وصرفهم عن تأييد الثورة وتمزيق نسيج الوطن، وقد تشير بعض الاتجاهات أيضا إلى تسببهم فى التظاهرات الفئوية التى تخرج علينا كل يوم وتعطل آليات الدولة الاقتصادية وماينجم عنها من خسائر تقدر بالمليارات، ربما بدت هذه الثورة المضادة واضحة المعالم فى الحملات المنظمة والمعدة بدقة من قبل جهاز أمن الدولة الذى مازال يواصل عمله فى الخفاء رغم استمرار انفلات قياداته مما أثار حفيظة الشعب الذى ذهب واقتحم معظم مقراته ليكشف عن وجه أخر للحقيقة المرة للمنظومة الأمنية التى أثارت الكثير من الجدل والبلبلة والتى تجلت فى حرق أوراق وتزييف وثائق ونشر مستندات مزورةباتهامات مشبوهة لاسيما العمالة الأمنية لاسماء من نثق بهم من قيادات سياسية وحزبية ودينية وعلمية وإعلامية، بغرض تشويه تاريخهم وهدم ثورة يناير، والعجيب أن تزامن التظاهرات الفئوية مع النعرات الطائفية مع تسريب الوثائق ومستندات أمن الدولة بهذا الشكل المنظم والدقيق جاء ليؤكد بأن هناك من يخطط ويعمل بكل شراسة على إجهاض كل محولات الإصلاح الحقيقية، إنها الثورة المضادة المتوقعة التى تخوفنا وخشينا منها منذ تنحى الرئيس لأننا لانأمن عواقبها، ولانستطيع أن نقدر حجمها لأنها لاتتم إلا فى الخفاء وتأخذ شكلا فوضويا وسريعا ماتنشر الفتن وتفقد للشارع المصرى الشعور بالأمان وتشيع الفوضى ومايترتب عليه من حوداث سرقة وسلب ونهب وخاصة فى ظل استمرار الغياب الأمنى مما يزعزع ثقة الشعب فى نفسه وفى اكتمال منظومة ثورته الرائعة التى كانت ولازالت حديث العالم ، كل ذلك وغيره أدى إلى زيادة المخاوف من حدوث انتكاسة للثورة تجرف كل نجاحاتها بعيدا عن مسارها، من هنا كان التوجه بضرورة توخى الحذر وأن يظل الشباب فى تظاهراتهم وفى حالة استنفار دائم وبيقظة تامة حيال هذه المؤامرات التى مازالت تهدد ثورتهم حتى تحقق كل أهدافها ، ولكن بتحكيم صوت العقل والضمير وتقديم المصلحة العليا للوطن والأولويات من المطالب وتقديمها على المطالب الخاصة والفئوية، كى يتسنى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الوفاء بتعهداته ولاتقف هذه العقبات وتلك العراقيل حجرعثره أمامه تحول دون تحقيق ماوعد به، إن هذا الوقت هو وقت الجهاد والوحدة والتماسك والترابط والتحكم فى النفس التى يجب أن نسمو بها فوق كل اعتبار من أجل أمن وسلامة الوطن، وليس حب مصر بأن نلتف جميعا وراء علمها وقلوبنا شتى.







السبت 14 مايو 2011




(6)
آفاق مصرية جديدة

وعلى كل لم ولن تسوء الأمور بأكثر مما كانت عليه ، وهذا مايدعونا للتفاؤل بأن المستقبل القريب مهما كان سيشهد مولدا جديدا لشكل وطبيعة الحياة فى مصر ماكنا نألفها إلا من خلال الشعارات فقط ، وبإذن الله وعونه سيتحول الحلم لحقيقة ، وسيرى المولود الجديد النور بعد ولادته المتعثرة ، دفع ضريبتها دم ذكية لشبابنا من الشهداء ستأخذتنا إلى رحاب الحرية والعزة والكرامة . إن رجال وقادة القوات المسلحة قد أذهلوا العالم فى كيفية الحفاظ على أمن مصر واستقرارها منذ بداية إدارتهم للأزمة ومرورا بتحملهم مسئولية إدارة شئون البلاد الداخلية وحتى الأن بكل حنكة وثبات، وإنهم لقادرون أيضا على تخطى الصعاب خلال المرحلة الانتقالية المقبلة، وهذا عهدنا بهم دائما ، حتى تكتمل للثورة أسباب نجاحها ، الثورة التى جعلت ميدان التحرير رمزا للإرادة القوية والعزيمة التى لاتلين التى يعمها إيثار التضحية بكل ماهو نفيث وغال، وإنكارا للذات فى حب الوطن المفدى، لقد اظهرت الثورة معدن شباب مصر الواعد وقدراته الكامنة فى الأعماق ، فحولت المفاهيم والرؤى عن جيل كاد أن يندثر ويضيع فإذا به يصبح عنوانا للتعاون بالبذل والعطاء والفداء من أجل الوطن وللصالح العام ، ومثلا فى احترام العقيدة بالرفق والاحتواء والتوحد فى الرؤية ، ورمزا للأخوة والحب والسلام . إن شعب مصر بكل طوائفه مسلميه ومسيحييه .. برجاله ونسائه ..بأطفاله وشبابه ومسنيه .. بأغنيائه وفقرائه، يضرب المثل فى الرقى ويعيد اكتشاف نفسه من جديد ليرسخ مكانة مصر كقائدة للعالم العربي وملهمة لكل شعوب العالم ، شعب يبدأ أولى خطوات الديمقراطية بكل ثقة واقتدار، ويفتح صفحة جديدة في تاريخه الناصع ليستشرف آفاق مصرية جديدة لمصر الأمل والحرية والنضال، كى يثبت للعالم أن مصر لم ولن تكن دولة مريضة ، وإن غفت قليلا فإنها تنهض كالمارد ، وإن خبت فنارها لازلت تحت الرماد تشتعل .

                                                             مع خالص تحياتى ولمصرنا السلامة والريادة ، عصام